-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حامين الجار ابي جندب الهذلي




يذكرون ان  ابي جندب وكانوا يلقبونه ( بالمشؤم ) كان قد اشتكى شكوى شديدة، وكان له جار من خزاعة، يقال له: حاطم بن 
هاجر من كعب من خزاعه فوقعت به بنو لحيان، فقتلوه واستاقوا أمواله، وقتلوا امرأته
قبل استبلال أبي جندب من وجعه، وكان أبو جندب قد كلم قومه قبل مرضة، فجمعوا لجاره غنماً.
وبعد ان استنبل ابي جند وافاق من مرضة، عرف خبر جاره وجارته، فغضب غضباً شديداً وأسف، فاجتمعت هذيل اليه يكلمونه 
قالو: يابن عم قد وقع ماوقع، فخذ عقل جارك، واستبق ابناء عمومتك لدهر لينفعوك فإنهم لايريدون بك شراً.
فلم يزالوا به حتى قال: نعم اجمعوا العقل.
فجاءوا به في مرة واحدة فلما اراحوه عليه صمت فطال صمتة 
فقالوا له: ارحنا، اقبضه منا 
فقال: اني ارى ان اعتمر، فاحبسوه حتى أرجع، فإن هلكت فلأم ما أنتم، وان عشت فسوف ترون امري.
وولى ذاهباً نحو الحرم فعرفت هذيل انه يريد شراً فرجعوا لبنو لحيان وقالوا: 
لاتغفلوا واحذروا فإن ابن عمكم المشؤم سيأتيكم بشره فدعا عليه رجال من هذيل وقالوا: اللهم لاترده. 
فخرج المشؤم وقدم مكه فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه في يوم كذا وكذا فيصيب بهم قومه.
ثم جاء يمشي، حتى استلم الركن، وقد شق ثوبه، فعرف الناس أنه يريد شراً،
فجعل يصيح ويقول:
إني امرؤ أبكي على جارية = أبكي على الكعبي والكعبية
ولو هلكت بـكـيا عـلـيه = كانا مكان الثوب من حقويه
فلما فرغ من طوافه، وقضى حاجته من مكة خرج منها. فسمعت بهذا صعاليك من هذيل، وجائت بصعاليك من قريش وخلعاء من بكر وخزاعه وأبلغوهم ماجائهم عنه، فأجتمعوا اليه
قالوا: ما أمرك ؟ فأخبرهم بأمره
فقالوا: انظر ما أنت صانع فإننا معك
ثم استجاشهم على بنو لحيان، فغزاهم وقتل منهم قتلى، وأسر من عبيدهم وسبى من جواريهم
وقال في هذا:
أَلا لَيتَ شِعري هَل يَلومَنَّ قَومُهُ = زُهَيراً عَلى ما جَرَّ مِن كُلِّ جانِبِ
بِكَفّي زُهَيرٍ عُصبَةُ العَرجِ مِنهُمُ = وَمَن يَبغِ في الرُكنَينِ لَخمٍ وَغالِبِ

وقال
فَفَرَّ زُهَيرٌ خيفَةً مِن عِقابِنا = فَلَيتُكَ لَم تَفرِر فَتُصبِح نادِما
فَلَهفَ اِبنَةَ المَجنونِ أَلّا نُصيبَه = فُنوفِيَهُ بِالصاعِ كَيلاً غُذارِما
وَنَلقى قُمَيرا في المَكَرِّ وَحَبتَراً = وَجارَهُم في الفَجرِ يَدعونَ حاطِما
وَما خِلتُني لِاِبنِ الأَغَرِّ مُثَمِّراً = وَما خِلتُني أَجني عَلَيهِ الجَرائِما
عَلى حَنَقٍ صَبَّحتُهُم بِمُغيرَةٍ = كَرِجلِ الدَبى الصَيفِيِّ أَصبَحَ سائِماً
بَغَيتُهُم ما بَينَ حَدّاءَ وَالحَشا = وَأَورَدتُهُم ماءَ الأُثَيلِ فَعاصِما
إِلى مَلَحِ الفَيفا فَقُنَّةِ عازِبٍ = أُجَمِّعُ مِنهُم جامِلاً وَأَغانِما

وقال:
لَقَد أَمسى بَنو لِحيانَ مِنّي = بِحَمدِ اللَهِ في خِزىٍ مُبينِ
تركتهم على الركبان صرعاً = يشيبون الذوائب بـالأنـين
جَزَيتُهُم بِما أَخَذوا تِلادي = بَني لِحيانَ كَيلا يَحرَبوني 
تَخِذتُ غَرازَ إِثرَهُم دَليلاً = وَفَرّوا في الحِجازِ لِيُعجِزوني
وَقَد عَصَّبتُ أَهلَ العَرجِ مِنهُم = بِأَهلِ صُوائِقٍ إِذ عَصّبوني.

وقال:
مَن مُبلِغٌ مَلائِكي حُبشِيّاً * أَخا بِني زُلَيفَةَ الصُبحِيّا
أَما تَرَوني رَجُلاً جونِيّاً * حَفَلَّجَ الرِجلَينِ أَفَلَجِيّا
سَلوا هُذَيلا وَسَلوا عَلِيّا * أَما أَسُلُّ الصارِمَ البُصرِيّا
حَتى أَموتُ ماجِداً وَفِيّا * إِذا رَأَيتُ جارَنا مَغشِيّا

وقال:
لَقَد عَلِمَت هُذَيلٌ أَنَّ جاري * لَدى أَطرافِ غَينا مِن ثَبيرِ
أَحُصُّ فَلا أُجيرُ وَمِن أُجِرهُ * فَلَيسَ كَمَن تَدَلّى بِالغُرورِ
لَكُم جيرانُكُم وَمَنَعتُ جاري * سَواءً لَيسَ بِالقَسمِ الأَثيرِ

وقال ايضاً:
أَلا أَبلِغا سَعدَ بنَ لَيثٍ وَجُندُعاً = وَكَلباً أَثيبوا المَنَّ غَيرَ المُكَدَّرِ
فَنَهنَهتُ أولى القَومِ عَنّي بِضَربَةٍ = تَنَفَّسَ مِنها كُلُّ حَشيانِ مُجحَرِ
وَلا تَحسَبنَ جاري إِلى ظِلِّ مَرخَةٍ = وَلا تَحسَبَنهُ فَقعَ قاعٍ بِقَرقَرِ
وَكُنتُ إِذا جاري دَعا لِمَضوفَةٍ = أُشَمِّرِ حَتّى يَنصُفَ الساقَ مِئزِري
وَلكِنَّني جَمرُ الغَضا مِن وَرائِهِ = يُخَفِّرُني سَيفي إِذا لَم أُخَفَّر
أَبي الناسُ إِلّا الشَرَّ مِنّي فَدَعهُم = وَإِيّايَ ما جاءوا إِلَيَّ بِمُنكَرِ
إِذا مَعشَرٌ يَوماً بَغَوني بَغَيتُهُم = بِمُسقِطَةِ الأَحبالِ فَقماءَ قِنطِرِ
إِذا أَدرَكَت أولاهُم أُخرَياتُهُم = حَنَوتُ لَهُم بِالسَندَرِيِّ المُوَتَّرِ
وَطَعنٍ كَرُمحِ الشَولِ أَمسَت غَوارِزاً = جَواذِبُها تَأبى عَلى المُتَغَبِّرِ
مَنَنتُ عَلى لَيثِ بنِ سَعدٍ وَجُندُعٍ = أَثيبي بِها سَعدَ بنَ لَيثٍ أَو اِكفُري
وَقُلتُ لَهُم قَد أَدرَكَتكُم كَتيبَةٌ = مُفَسِّدَةُ الأَدبارِ ما لَم تُخَفَّرِ

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الحجاز حجازنا

2016