-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حامين الجار ابو المثلم الهذلي



يذكرون أن جارا لبني الرمداء من خناعه من هذيل كان جاورهم رجل مزني من بني مزينة 
وقيل إنه كان جارا لأبي المثلم الهذلي الشاعر فأغار عليه صخر الغي فقتلة فمشى أبو المثلم إلى هذيل وبعثهم على مطالبتهم بدم جارهم المزني والإدراك بثأره 
فبلغ ذلك صخرا 

فقال في هذه القصيدة يذكر أبا المثلم وما فعله: 

ولسـت عـبداً للموعـدين ولا = أقبل ضـيـماً أتى به أحـد 
جاءت كبير كيما أخفـرها = والقـوم ســيد كأنهم رمد 
وافي المزني الذي حشـشت = بهمال ضـريك تلاده نكـد 
إن أمتـسـكه فبالفـداء وإن = أقتـل بســيفي فإنه قـود 

وبلغ صخراً أن أباالمثلم يحرِّض عليه
فقال صخر:

لـيــت مبلـغـا يـأتـي بــقــولِ = ِلقـاء أبـي المـثـلـم لايـريــثُ
فيخبـره بـأن العقـل عـنـدي = جُــــرازٌلاأفــــلُّ ولاأنــــيــــثُ
به أقم ُالشجاعَ لـه حُصـاصٌ = مــن القطمـيـن إذفرّاللـيـوثُ
سمعتُ وقد هبطنا مـن نمـارٍ = دعاءَأبـي المثلـم يستغـيـثُ
يحرض قومـه كـي يقتلونـي = على المُزَنـي إذكثُرالوعـوثُ
وكنـتُ إذاسمعـتُ دعــاء داعٍ = أُجـيـبُ فـلاألــفُّ ولامـكـيـثُ
ألا قولا لعبدالجـهـل إن الــصـ = ـحـيـحةَلاتحـالـبهاالـتـلـوثُ
أنَسْلَ بني شُغارةَ من لصخرٍ = فإنـي عـن تفرقكـم مَكـيـثُ
لحقُّ بنـي شُغـارةأن يقولـوا = لصخـرالـغـي ماذاتستـبـيـثُ
مـتــى ماتنكروها تـعـرفـوهـا = علـى أقطارهاعَـلـقٌ نفـيـثُ
فإن تك قدسمعت دعـاءداعٍ = فغيري ذلك الداعي الكريـثُ
لعلِّي إن دعوتك مـن قريـبٍ = إلــــى خيرٍلـتـأتـيـه تــريـــثُ
ومن يكُ عقلـه ماقـال صخـرٌ = يُصبـه مـن عشيرتـه خبيـثُ

فأجابه ابي المثلم فقال:

ألا قولا لعبد الجهل إن الصـ = ـصحيحة لا تحالبها الثلوث 
أنسل بني شغارة من لصخر = فإني عن تفقركم مكيث 
لحق بني شغارة أن يقولوا = لصخر الغي ماذا تستبيث 
متى ما تنكروها تعرفوها = على أقطارها علق نفيث 
فإن تك قد سمعت دعاء داع = فغيري ذلك الداعي الكريث 
لعلي إن دعوتك من قريب = إلى خير لتأتيه تريث 
ومن يك عقله ما قال صخر = يصبه من عشيرته خبيث 


فأجابه ابا صخر:

لست بمضطر ولا ذي ضراعة = فخفض عليك القول يا با المثلم
وخفض عليك القول واعلم بأنني = من الأنس الطاحي الجميع العرمرم
أبت لي عمرو أن أضام ومازن = وقرد ولحيان وفهم فسلم
إذا هو أمسى بالحلاءة شاتيا = تقشر أعلى أنفه أم مرزم

فأجابة ابا المثلم

أَصخَرُ بنَ عَبدِ اللَهِ خُذها نَصيحَةً  = وَمَوعِظَةً للمَرءِ غَيرِ المُتَيَّمِ 
أَصَخرُ بنَ عَبدَ اللَهِ قَد طالَ ما تَرى = وَإِلّا تَدَع بَيعا لِعِرضِكَ يُكلَمُ 
أَصَخرُ بنَ عَبدِ اللَهِ إِن تَكُ شاعِراً = فَإِنَّك لا تُهدي القَريضَ لِمُفحَمِ 
أَصَخرُ بنَ عَبدِ اللَهِ قَد طالَ ما تَرى = وَمِن لَم يَكرِم نَفسَهُ لَم يَكَرِّمِ 
أَصَخرُ بنَ عَبدِ اللَهِ يَغوِ سادِراً = يُقَل غَيرَ شَكٍّ لِليَدَينِ وَلِلفَمِ 
أَصَخرُ بنَ عَبدَ اللَهِ هَل يَنفَعَنَّني = إِلَيكَ اِرتِجاعي أَفنُدي وَتَسَلُّمي 
أَعَيَّرتَني قُرَّ الحَلاءَةِ شاتِياً = وَأَنتَ بِأَرضٍ قُرُّها غَيرُ مُنجِمِ 
فَإِن تَنفِني نَحوَ الحَلاءَةِ تَنفِني = إِلى أَنَسٍ طاحي الحُلولِ عَرَمرَمِ 
بِها يَدَعُ القُرُّ البَنانَ مُكَزَّماً = وَكانَ أَسيلاً قَبلَها لَم يَكَّزِمِ 
وَجَدتُهُم أَهلَ القِنى فَاِقتَنَيتُهُم = وَأَعفَفتُ فيهِم مُستَرادي وَمَطمَعي 
مَصالتُ في يَومِ الهِياجِ مَطاعِمٌ = مَضاريبُ في يَومَ القَتامِ المُرَزِّمِ


فأجابه صخر وقال:

ماذا تريد بأقوال أبلغها = أبا المثلم لا تسهل بك السبل
أبا المثلم إني غير مهتضم = إذا دعوت تميما سالت المسل
أبا المثلم أقصر قبل فاقرة = إذا تصيب سواء الأنف تحتفل
أبا المثلم قتلى أهل ذي خنب = أبا المثلم والسبي الذي احتملوا
أبا المثلم لا تخفرهم أبدا = أبا المثلم واجزوهم بما فعلوا
أبا المثلم مهلا قبل باهظة = تأتيك مني ضروس نابها عصل

أبا المثلم إني ذو مبادهة = ماض على الهول مقدام الوغى بطل


فأجابه ابو المثلم فقال: 

يا صَخرُ إِن كُنتَ ذا بَزٍّ تُجَمِّمُهُ = فَإِنَّ حَولَكَ فِتياناً لَهُم خِلَلُ 
أَو كُنتَ ذا صارِمٍ عَضبٍ مَضارِبُهُ = صافي الحَديدَةِ لا نِكسٌ وَلا جَبِلُ 
وَسَمحَةٍ مِن قِسِيِّ النَبعِ كاتِمَةٍ = مِثلِ السَبيكَةِ لا نابٌ وَلا عُطُلُ 
يا صَخرُ فَاللَيثُ يَستَبقي عَشيرَتَهُ = قُنيَةَ ذي المالِ وَهوَ الحازِمَ البَطَلُ 
يا صَخرَ تَعلَمُ يَوماً أَنَّ مرَجِعَهُ = وادي الصَديقُ إِذا ما تَحدُهُ الجُلَلُ 
يا صَخرَ وَيحَكَ لِمَ عَيَّرتَني نَفَراً = كانوا غَداةَ صَباحٍ صادِقٍ قُتِلوا 
يا صَخرُ ثُمَّ سَعى إِخوانُهُم بِهِمُ = سَعياً نَجيحاً فَما طُلّوا وَلا خَمَلوا 
بِمُنسَرٍ يَهدي أَوائِلَهُ حامي = الحَقيقَةِ لا وانٍ وَلا وَكَلُ 
مُشَمِّرٌ وَلَهُ في الكَفِّ مُحدَلَةٌ = وَأَصمعٌ نَصلُهُ في الكَفِّ مُعتَدِلُ 
يَكادُ يُدرَجُ دَرجاً أن يُقَلِّبَهُ = مَسُّ الأَنامِلِ صاتٌ قذحُهُ زَعِلُ 
يا صَخرَ وَرّادَ ماءٍ قَد تَمانَعَهُ = سَومُ الأَراجيلِ حَتّى جَمَّهُ طَحِلُد 
يا صَخرَ جاءَ لَهُ مِن غَيرِ مَورِدِهِ = بِصارِمَينِ معاً لَم يَثنِهِ وَجَلُ 
يا صَخرُ خَضخَضَ بِالصُفنِ السَبيخَ كَما = خاضَ القِداحَ قَميرٌ طامِعٌ خَصِلُ 
ياصَخرُ ثَمَّ اِستَقى ثُمَّ اِستَمَرَّكَما = يَمشي السَبَنتى سَروبٌ ظَهرُهُ خَضِلُ 
يا صَخرُهُم يَبعَثونَ النَوحَ مُنقَطِعَ اللَـ = ـيــلِ التَمامِ كَما تُسَتَولَهُ العُجُلُ 
فيهِم طِعانٌ كَسَفعغِ النارِ مُشعَلَةً = إِذا مَعاشَرُ في واديهِمُ تُبِلوا 
تَاللَهِ لَو قَذَفوا صَخراً بِفاقِرَةٍ = إِذاً لَقيلَ أَصابوا المَيلَ فَاِعتَدَلوا 
فَأَنبُل بِقَومِكَ إِمّا كُنتَ حاشِرَهُم = وَكُلُّ جامِعِ مَحشورٍ لَهُ نَبَلُ 
كُلوا هَنيئاً فَإِن أَنفَقتُمُ بَكَلاً = مِمّا تُجيزَ بَنو الرَمداءِ فَاِبتَكِلوا 



وقالا الأثرم عن أبي عبيدة: 

خرج صخر الغي في طائفة من قومه يقدمها خوفاً من أبي المثلم، فأغار على بني المصطلق من خزاعة، فانتظر  بقية أصحابه، ونذرت به بنو المصطلق، فأحاطوا به 

فقال: 

لو أن أصحابي بنو معـاوية = أهل جنوب النخلة الشامية 
ورهط دهمان ورهط عادية = ما تركوني للذئاب العـاوية 

وجعل يرميهم ويرتجز ويقول: 

لو أن حولي من قريم رجلاً = بيض الوجوه يحملون النبلا 
لمنعوني نـجـدة ورسـلا = سفع الوجوه لم يكونوا عزلا 

قال: فلم يزل يقاتلهم حتى قتلوه .


ولما بلغ ذلك أبا المثلم رثاه 

فقال يرثيه : 

لو كان للدهر مال عند متـلـده = لكان للدهر صخر مال قنـيان 
آبي الهضيمة آت بالعظيمة متـ = ـلاف الكريمة لا سقط ولا واني 
حامي الحقيقةِ نسال الوديقةِ معـ = ـتاق الوسيقةِ جلد غير ثـنـيان 
رقاء مرقبةٍ مناع مـغـلـبةٍ = ركاب سلهبةٍ قطـاع أقـران 
هبـاط أوديةٍ شـهـاد أنــديةٍ = حمال ألويةٍ سرحـان فـتـيان 
يحمي الصحاب إذا جد الضراب ويكـ = ـفي القائلين إذا ما كبل الـعـانـي 
فيترك القرن مصفـراً أنـامـلـه = كأن في ريطتيه نـضـخ إرقـان 
يعطيك ما لا تكاد النفس تسلمه = من التلاد وهوب غير منـان ..

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الحجاز حجازنا

2016